الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة تاريخية على "أبل" و"ميتا" وسط تصعيد تجاري مع واشنطن
فرض الاتحاد الأوروبي غرامة مالية قدرها 700 مليون يورو (797 مليون دولار) على شركتي "أبل" و"ميتا"، في أول تطبيق رسمي لقانون الأسواق الرقمية، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

عقوبات أوروبية جديدة تطال شركات التكنولوجيا الأمريكية

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس يشهد تصعيدًا في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تتهم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بروكسل بـ"استهداف غير عادل" للشركات الأمريكية الكبرى.
اقرأ أيضاً: "ميتا" تطور محرك بحث باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ما القصة؟

تفاصيل الغرامات الأوروبية

أعلنت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد، يوم الأربعاء عن فرض غرامة بقيمة 500 مليون يورو (570 مليون دولار) على شركة "أبل"، و200 مليون يورو (228 مليون دولار) على شركة "ميتا" المالكة لفيسبوك وإنستجرام.

"ميتا" ترد وتهاجم المفوضية

وصف جويل كابلان، كبير مسؤولي الشؤون العالمية في شركة "ميتا"، القرار الأوروبي بأنه محاولة "لإعاقة نجاح الشركات الأمريكية".
وقال كابلان: "الأمر لا يتعلق بالغرامة فحسب، بل إن المفوضية تجبرنا على تغيير نموذج أعمالنا، وكأنها تفرض تعريفة جمركية بمليارات الدولارات، بينما تُلزمنا بتقديم خدمة أقل جودة".

ماذا يعني القرار لمستخدمي فيسبوك وإنستجرام في أوروبا؟

خلال تحقيق استمر عامًا، توصلت المفوضية إلى أن "ميتا" لم تمنح المستخدمين الأوروبيين الخيار لاستخدام نسخ من منصاتها ببيانات أقل دون دفع رسوم.
اقرأ أيضاً: جوجل تتفادى دفع غرامة 1.66 مليار دولار لأوروبا وتفوز بحكم تاريخي
ففي نوفمبر 2023، طرحت "ميتا" نموذج "الموافقة أو الدفع"، الذي يجبر المستخدمين على القبول باستخدام بياناتهم الشخصية للإعلانات أو دفع اشتراك للحصول على نسخة خالية من الإعلانات.
وفي وقت لاحق، قدمت الشركة نموذجًا جديدًا تقول إنه يعالج بيانات أقل، وتقوم المفوضية حاليًا بتقييم مدى توافقه مع القانون الأوروبي.

اتهام أبل بانتهاك "قاعدة التوجيه"

اتهمت المفوضية الأوروبية شركة "أبل" بانتهاك ما يُعرف بـ"قاعدة التوجيه"، وهي القاعدة التي تنص على حق مطوري التطبيقات في إبلاغ المستخدمين بالعروض البديلة خارج متجر "آب ستور" وتوجيههم إليها دون عراقيل.
وقالت المفوضية في بيان إن "القيود التي فرضتها أبل تمنع المستهلكين من الاستفادة الكاملة من خيارات أرخص خارج المتجر".

أبل ترفض الاتهامات وتعتزم الاستئناف

ردت "أبل" بقولها إن الغرامة تمثل "استهدافًا غير عادل"، مضيفة: "لقد خصصنا مئات آلاف ساعات العمل الهندسي وأجرينا عشرات التعديلات للامتثال، رغم أن المستخدمين لم يطلبوا أيًا من ذلك".
وأكدت الشركة أنها ستطعن في القرار أمام الجهات القضائية المختصة.

المفوضية تهدد بعقوبات أكبر

أوضحت المفوضية الأوروبية أن حجم الغرامات يعكس "خطورة ومدة" المخالفات، مؤكدة أن الشركتين يجب أن تسددا الغرامات خلال 60 يومًا لتجنب عقوبات إضافية.
وأضافت أن تكرار الانتهاكات قد يؤدي إلى غرامات تصل إلى 10% من الإيرادات السنوية، بل و20% في حال التكرار.

إيرادات ضخمة وتداعيات سياسية

بلغت إيرادات "ميتا" العام الماضي 164 مليار دولار، بينما تجاوزت إيرادات "أبل" 391 مليار دولار، ما يجعل الغرامة الحالية أقل من الحد الأقصى القانوني بكثير.
لكن، وبالرغم من ذلك، قد تؤجج هذه الخطوة اتهامات ترامب لأوروبا بمضايقة الشركات الأمريكية.
وفي تصريحات حديثة، قال ترامب إن "الاتحاد الأوروبي شُكّل لخداع أمريكا"، معلنًا عن رسوم جمركية بنسبة 20% على واردات أوروبا، رغم أنه أرجأ تنفيذها.

"حرب قانونية" على وادي السيليكون؟

اتهم بيتر نافارو، كبير مستشاري ترامب في الشؤون التجارية، الاتحاد الأوروبي باستخدام ما سماه "الحرب القانونية" ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية، في مقال نشرته "فاينانشال تايمز"، معتبرًا أن ما يحدث هو استهداف سياسي بغطاء قانوني.