جاء تعيين حسن الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن كخطوة هي الأولى منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، بعد أن صادقت اللجنة التنفيذية للمنظمة اليوم السبت على استحداث منصب "نائب رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس دولة فلسطين".

جاء القرار بناءً على توجيهات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الـ32 (24 أبريل)، وبترشيح من الرئيس محمود عباس، الذي وصفه الشيخ بـ"الأمين المؤتمن" في رسالة شكر عبر منصة "إكس"، عقب توليه المنصب.  

وأشاد الشيخ بالثقة الممنوحة له، وعدّد في تغريدته "الوفاء للشهداء والأسرى والجرحى"، معتبرًا أن "النصر قريب". 

ويرى الخبراء أن الخطوة تعكس تحولات داخلية في هيكلة القيادة الفلسطينية، وسط انقسامات فصائلية وتحديات مرتبطة بالاحتلال والمشهد الإقليمي. بينما يرى مؤيدو الشيخ أنه "وجه إصلاحي قادر على قيادة المرحلة الانتقالية"، فيما يشكك معارضوه في شرعية القرار ومدى تمثيليته لكل الأطراف الفلسطينية.

وافق على القرار 170 عضوًا من الحاضرين (بينهم مشاركون عبر "زووم")، بينما اعترض عضو واحد وامتنع آخر، فيما قاطعت 4 فصائل فلسطينية (الجبهة الشعبية، الديمقراطية، حزب الشعب، المبادرة الوطنية) جلسة المجلس المركزي، معتبرة أنها "خضعت لضغوط خارجية" ونقصت الحوار الداخلي. 

وبتعينه نائبا للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، سيخلي الشيخ منصب "أمين سر اللجنة التنفيذية"، الذي شغله منذ 2022، حيث من المقرر اختيار خلف له في اجتماع السبت المقبل. 

من هو حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني الجديد 

وُلد حسين الشيخ في رام الله (1960) لأسرة من لاجئي قرية دير طريف المهجرة. انضم لـ"فتح" مبكرًا، وسُجن 11 عامًا (1978-1989) لانتمائه السياسي، حيث أتقن العبرية داخل السجن. 

المناصب التي شغلها حسين الشيخ 

شغل حسن الشيخ العديد من المناصب أبرزها: رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية (2007-2024)، ووجه التنسيق الأمني مع إسرائيل، وعضو اللجنة المركزية لـ"فتح" منذ 2009، وأمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة بعد وفاة صائب عريقات. 

عُيّن حسن الشيخ مؤخرًا رئيسًا للجنة السفارات الفلسطينية (أبريل 2024)، ووفق محللون يُعتبر أحد أبرز وجوه "التيار البراجماتي" القريب من عباس، يدعو للحل التفاوضي والمقاومة الشعبية، ويؤكد أن "السلطة إنجاز وطني رغم عيوبها". 

حسن الشيخ في عيون الساسة الدوليين 

يُنظر إلى حسن الشيخ  دوليًا وإسرائيليًا كشخصية قابلة للحوار، حيث يمتلك شبكة علاقات مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.، ويرى مراقبون أن التعيين قد يمهد لخلافة محتملة لعباس (88 عامًا)، خاصة مع تركيز الشيخ على الملفات الأمنية والدبلوماسية الحيوية.