لقد احببت هذا الوطن منذ كنت صغيرا احببته على حب ابي وآباه ، ككل الاردنيين الذين هاموا في هواه لأنه امانة الاجداد الذين تكفلوا ببناءه ورعايته وصبروا عليه حتى كبر وصاغوا بايديهم جسده الجميل على الرغم من حظوظهم القليلة فيه .
بكينا كلنا من اجله في محنه وسهرنا معه في لياليه الطويله ، كنا صوته العالي ورماحه الطويله في حروبه ، توشحنا احلامه ، ورقصنا فرحين في ساحاته وعلى اغانيه الشعبيه ، وزيناه بالازهار والنجوم والقصائد والكلمات .
الوطن الذي كبرنا معه واحسسنا بنشوة الشباب الاولى معه ، لم يكن يوما بالنسبة الينا وطنا في المناسبات فقط ، انه اكبر من ذلك انه العمر كله ، الخطوات الاولى للمدرسه ، لحظات الحنين ، الحب الذي اكتوينا بناره منذ كبرنا والحبيبة التي عرفنا معها لذة العشق والآمه ، الوطن الذي حلمنا بالجلوس معه كل ليله لبث الشكوى اليه واسترجاع الذكريات البعيده فنعتذر له عن حماقاتنا ويعتذر لنا عن قطيعته ونغادر على امل لقاء به كل يوم .
انه ليس لحظة واحده انه كل اللحظات وليس يوما واحدا انه كل الايام ، وليس اغنية تثير فينا مشاعر الفخر والاعتزاز انه دواوين الشعراء الاوائل وكلمات المؤسسين .
ايا اردن انا ابنك المحروم منك ، الراغب بالجلوس معك ، فمتى يمكن ان تأتي ، انني انتظر طلتك كل يوم ، انني اصرخ بأسمك ، اتمنى ان اسهر معك وحدنا بلا رقابه ، ان افضفض معك ، ان نتمشى على الارصفه ، ان ادخل اماكنك المحظوره ، ان اشاركك مشاريعك دعني امر اليك لا تتركني ابحث عنك لأخبرك انني احبك بطريقتي لا كما يحبك الناس .
0 تعليق