في أجواء تتسم بالترقب والتوتر، اختُتمت الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين إيران  والولايات المتحدةحول الملف النووي، وسط تأكيدات من الجانبين على الجدية والنية في التقدم، وذلك بالتوازي مع حادث انفجارغامض في ميناء رجائي بمدينة بندرعباس الإيرانية، ما أضفى بُعداً إضافياً من التعقيد على المشهد السياسي والأمني الإيراني.

تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه طهران وواشنطن لإحياء المسار التفاوضي المتعثر منذ سنوات، وسط محاولات عمانية دؤوبة لتقريب وجهات النظر وفتح نوافذ دبلوماسية جديدة.

توسيع الفريق الإيراني.. ومفاوضات نووية فقط

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المفاوضات مع واشنطن تقتصر على الملف النووي فقط، وتشمل قضايا رئيسية مثل رفع العقوبات وبناء الثقة بين الطرفين بشأن برنامج إيران النووي.

وأضاف الوزير أن بلاده ستعمل على تعزيز فريقها التفاوضي بإضافة خبراء تقنيين واقتصاديين

 تدريجياً مع استمرار المحادثات، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم الطرح الإيراني من منطلق علمي وفني دقيق.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن المحادثات غير المباشرة تسير في أجواء جدية، وتتناول قضايا جوهرية مثل تخفيف العقوبات، وضمان الحق الإيراني في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشيراً إلى أن هناك نقاط تقدم، رغم التحديات المتبقية.

انفجار ميناء رجائي.. بين التكهنات والتأكيدات

وفي تطور مفاجئ، وقع انفجار قوي في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس جنوب إيران، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، بحسب مسؤول في الهلال الأحمر الإيراني. 

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه أوفد وزير الداخلية شخصيًا للتحقيق في ملابسات الحادث، مشددًا على أهمية الوصول إلى نتائج دقيقة وشفافة.

ورغم حديث بعض وسائل الإعلام عن احتمالية وجود عمل إرهابي، نفى المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني هذه الرواية، واصفًا إياها بالتكهنات الإعلامية غير المدعومة بأدلة.

رسائل متبادلة.. وخطوات محسوبة

أنهت إيران وواشنطن الجولة الثالثة من مفاوضاتهما غير المباشرة، والتي انعقدت في أجواء أمنية مشددة وسرية عالية، بحسب ما نقلته قناة التلفزيون الإيراني ومسؤولون تحدثوا إلى موقع أكسيوس الأمريكي.

ووفق تصريحات لمسؤولين إيرانيين، فقد تبادل الطرفان الأسئلة والردود بشكل مكتوب، فيما أشار مصدر أمريكي إلى أن الجولة انتهت مع الاتفاق على تحديد موعد جديد لاستكمال النقاش.

هل تنجح الدبلوماسية وسط التصعيد؟

يأتي اختتام الجولة الثالثة في ظل ظروف إقليمية ودولية متشابكة، ووسط ضغوط اقتصادية متزايدة على طهران من الداخل، مع استمرار العقوبات الأمريكية، والتحديات الأمنية الناجمة عن حوادث داخلية، كانفجار ميناء رجائي.