بقلم:حسن بن محمد منصور الدغريري

إن من نعم الله علينا في هذه البلاد وغيرها ؛ نعمة الجوالات الذكية ، وما فيها من برامج التواصل الاجتماعي المختلفة ؛ والتي بها نتواصل مع الآخرين ، والآخرين يتواصلون معنا فيها ، ونتطلع فيها على ما يدور قريبا منا ؛ او من حولنا ؛ من أخبار ، وأحداث ؛ ومنها نستفيد معارف نافعة دينية ودنيوية ؛ ومن خلالها تقضى الحاجات ؛ وتستجلب الأمنيات : ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل : ١٨ . ولكن الطامة الكبرى ؛ والمصيبة العظمى أن تنشر فيها الشركيات ؛ والبدع ، والموبقات ؛ وتتناقل فيها الإشاعات الكاذبة ضد الوطن وقادته وعلماءه والمسؤولين فيه ؛ وغيرها مما لايجوز نشره بين الناس من خلال هذه الجوالات الذكية ؛ والتي قد يتلقفها بعض ضعفاء الدين والايمان ؛ وقليلي العلم والبصيرة ؛ فيصدقون بها ، ويعتقدون ما فيها من باطل ؛ فتفسد عليهم دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم ؛ ويتعرضون بالإطلاع عليها والإعجاب بها ، وتطبيق ما فيها من المنكرات العقوبات الدنيوية والأخروية : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) الحج : ١٨ ؛ فكونوا من هذه الجوالات الذكية ؛ وما يبث فيها من سموم على حذر ؛ وارتبطوا بالعلماء الصادقين ، والعقلاء الناصحين ؛ لتعرفوا ما يضر فيها وما ينفع .
وأخيرا هذه الجوالات الذكية ببرامجها المتنوعة سلاح ذو حدين ؛ ان استعملت فيما ينفع ويفيد فما أحسنه وأجمله ؛ وان استعملت فيما يضر ولاينفع ؛ فما أقبحه وأخبثه ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن دَعا إلى هُدًى كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا ؛ ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا ) رواه مسلم في صحيحه ؛ وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ؛ وجنبنا واياكم أسباب سخطه وعذابه . اللهم آمين .