وسط أجواء سياسية وتجارية متقلبة، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليشعل المشهد الدولي بتصريحات نارية ومواقف واثقة من قرب التوصل إلى صفقات مهمة على عدة جبهات. فبينما يلوّح بخطط تجارية واعدة، لا يُخفي تفاؤله بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ويؤكد أن العالم بات على أعتاب تحولات كبرى ستعيد ترتيب موازين القوى.

الرسوم الجمركية: إعادة ترتيب الاقتصاد

أكد ترامب أن خططه بشأن الرسوم الجمركية تسير بسلاسة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعيد ترتيب الطاولة، في إشارة إلى تغيير قواعد اللعبة الاقتصادية لصالح واشنطن.
وأوضح قائلاً: "سنجعل بلادنا غنية للغاية"، في تعبير عن رؤيته لتقوية الاقتصاد الأمريكي من خلال صفقات تجارية جديدة وأكثر عدالة.

وأضاف ترامب أنه تحدث مرات عدة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، مشيراً إلى أنه سيكشف تفاصيل تلك المحادثات في الوقت المناسب، دون أن يحدد متى أو حول ماذا تحديداً.

صفقات قيد التفاوض: اليابان وأوكرانيا على الطاولة

قال ترامب إن الولايات المتحدة قريبة جداً من التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان بخصوص الرسوم الجمركية، مؤكداً أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح. 
كما أوضح ترامب أنه سيُعلن تفاصيل صفقة محتملة مع أوكرانيا عندما يحين الوقت، ما يثير تساؤلات حول دور ترامب في ملف السلام بين كييف وموسكو، خاصة في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف الحرب.

الملف الأوكراني: نحو اتفاق محتمل؟

في تصريح لافت، قال ترامب: "أريد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا ووقف القتال، وأعتقد أننا نقترب من تحقيق ذلك"، معرباً عن أمله أن تحرز روسيا وأوكرانيا تقدماً نحو السلام، رغم وصفه للوضع هناك بأنه "هش للغاية". 
كما كشف عن لقاء لمبعوثه ويتكوف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معبّراً عن أمله في "الاتفاق على صفقات وإنقاذ الأرواح".

إيران والملف النووي: تسوية محتملة؟

وفي الشأن الإيراني، بدا ترامب متفائلاً قائلاً إن الأمور تسير بشكل جيد، مشيراً إلى إمكانية حدوث تطور قريب في هذا الملف المعقد، إلا أن التفاصيل بقيت غامضة، ما يفتح الباب أمام التكهنات بشأن عودة محتملة للمفاوضات النووية أو اتفاق جديد مع طهران.

موسكو: نهاية الهيمنة الغربية؟

على الجانب الروسي، نقلت وسائل إعلام عن سكرتير مجلس الأمن الروسي تصريحات تؤكد أن العالم "لم يعد أحادي القطب"، وأن هيمنة الغرب أصبحت من الماضي. 
كما اتهم الغرب بـ"إثارة الأزمات الإنسانية والصراعات المسلحة"، واعتبر أن العالم دخل في مرحلة جديدة من سباق التسلح مع ظهور الأسلحة فرط الصوتية، في إشارة إلى التوترات المتزايدة في سباق التسلح العالمي.
بينما يواصل دونالد ترامب التلميح بصفقات كبرى قادمة، سواء على الصعيد التجاري أو السياسي، يبدو أن المشهد العالمي يتحرك بسرعة نحو إعادة تموضع جيوسياسي. ويبقى السؤال الأهم: هل يستطيع ترامب بالفعل إبرام اتفاقات تُنهي أزمات عالقة وتعيد لواشنطن دورها القيادي في العالم؟