الأرصفة في عمّان: حق المشاة الضائع بين الأشجار والسيارات - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

 

تُعد الأرصفة أحد المكونات الأساسية في البنية التحتية للمدن، فهي وُجدت لتكون مساحة آمنة للمشاة تتيح لهم التنقل بحرية بعيدًا عن مخاطر المركبات. ومع ذلك، تعاني العاصمة الأردنية عمّان، كما هو الحال في العديد من المدن الأردنية الأخرى، من واقع مؤسف يتمثل في عدم استخدام الأرصفة للأغراض التي أُنشئت من أجلها.

تواجه الأرصفة في عمّان وكافة المدن الأردنية مجموعة من المشكلات التي تساهم في إبعاد المشاة عنها، وتجبرهم على السير في الشوارع، مما يُعرّض حياتهم للخطر. من أبرز هذه الإشكاليات:

الأشجار التي تُزرع على الأرصفة غالبًا ما تكون على حساب مساحة المشاة، حيث تُزرع بطريقة عشوائية أو بمسافات غير منتظمة، مما يجعل من الصعب على المارة التنقل بسهولة. هذه المشكلة تزيد سوءًا عندما تكون الأشجار غير مشذّبة، أو تتسبب جذورها البارزة في إعاقة الحركة.

أصبح من المألوف رؤية السيارات متوقفة على الأرصفة في العاصمة، خاصة في المناطق التجارية أو السكنية ذات الكثافة العالية. يُعد هذا التصرف انتهاكًا واضحًا لحق المشاة ويُظهر ضعف الرقابة المرورية.

الأرصفة في كثير من المناطق تُصمم دون مراعاة احتياجات المشاة، حيث قد تكون ضيقة أو غير مستوية، مما يجعل استخدامها صعبًا، خاصةً لذوي الاحتياجات الخاصة أو كبار السن.

في بعض الأحياء، يحتل أصحاب المحلات التجارية الأرصفة بعرض بضائعهم أو بوضع عوائق تمنع المشاة من المرور بحرية. وفي المناطق السكنية، يُلاحظ أحيانًا استخدام الأرصفة كمواقف خاصة أمام المنازل.

إن إجبار المشاة على السير في الشوارع بدلًا من الأرصفة يُعرضهم لخطر الحوادث المرورية، خاصة في ظل السرعات العالية لبعض المركبات. كما أن هذا الواقع يُظهر غياب العدالة في استخدام المساحات العامة، حيث يفقد المشاة حقهم الطبيعي في التنقل الآمن.

لحل هذه المشكلة، تقع على عاتق أمانة عمّان ودائرة السير عدة مسؤوليات تتطلب تنفيذ إجراءات حازمة وسريعة:

ينبغي إعادة تقييم مواقع الأشجار المزروعة على الأرصفة، وإزالتها في الأماكن التي تعيق حركة المشاة، مع تعويضها بمساحات خضراء مناسبة في الحدائق العامة أو على جانبي الطرق.

يجب على الجهات المعنية تشديد الرقابة على الأرصفة، ومعاقبة كل من يستخدمها كمواقف للسيارات أو يضع عوائق عليها.

ينبغي على أمانة عمّان تحسين تصميم الأرصفة بما يتناسب مع احتياجات جميع الفئات، مع توفير ممرات خاصة بذوي الإعاقة وكبار السن.

لا تقتصر المشكلة على الجهات الرسمية فقط، بل تشمل أيضًا المجتمع، حيث يجب نشر الوعي بأهمية الأرصفة واستخدامها بشكل صحيح.

تحتاج العاصمة إلى توفير مواقف بديلة للسيارات، خاصة في المناطق المزدحمة، لتقليل الضغط على الأرصفة.

إن الأرصفة وُجدت لخدمة المشاة وتوفير بيئة آمنة لهم. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في عمّان يعكس الحاجة الملحّة لإعادة التفكير في سياسات استخدام الأرصفة وتنظيمها. بتعاون الجهات الرسمية والمجتمع، يمكن إعادة الأرصفة إلى دورها الأساسي، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وجعل المدينة أكثر أمانًا وتنظيمًا للجميع.

كابتن اسامه شقمان

.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق