«النور» يسطع من القنفذة.. موهبة ولدت في «مهد» وصقلت برؤية وطن - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«النور» يسطع من القنفذة.. موهبة ولدت في «مهد» وصقلت برؤية وطن - عرب فايف, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 04:12 مساءً

في صباحٍ هادئ من أيام الجولة الميدانية التي نفذتها إدارة الاكتشاف في أكاديمية مهد، حطّت الحافلة في محافظة القنفذة، على ساحل البحر الأحمر، بحثًا عن كنوز الكرة السعودية المخبّأة في ملاعب المدارس والأحياء، ضمن برنامج وطني يهدف إلى استكشاف بذور النجومية من أعماق القرى والمدن ..لم يكن أحد يعرف أن الموهبة الأبرز في تلك الجولة ستظهر في هيئة طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، اسمه "وليد النور".
وسط مئات المشاركين في تجارب الأداء، وقف وليد النور، بقدميه السريعتين وعينيه الذكيتين، ليقدّم ما يشبه العرض الكامل لموهبة خام في حالة نقاء نادرة.
الهولندي روب، أحد كشافي الأكاديمية وخبرائها الفنيين، كان في الموقع. حدّق في تحركات الفتى، تابع تمركزه، لمساته، انطلاقاته، دقة تسديده، ثم قال كلمته الشهيرة لفريقه: "لدينا لاعب فذ هنا".
لم يكن القرار عاطفيًا، بل مبنيًا على تقييم فني دقيق. أُجريت له قياسات بدنية وفنية متقدمة، ودخل المرحلة الثانية من التقييم، التي تؤكد ما إذا كانت الموهبة مستحقة للدخول إلى منظومة النخبة. وبالفعل، جاء التأكيد سريعًا: وليد ليس مجرد لاعب موهوب، بل مشروع نجم قادم.
تم استقطابه إلى العاصمة الرياض، لينضم إلى البرامج اليومية في أكاديمية مهد، حيث يخضع لتدريبات تخصصية يشرف عليها مدربون وطنيون وخبراء دوليون. هناك، يتحوّل التدريب إلى علم، وتُتابع حركته بأدوات تحليل رقمية، ويتم تغذيته رياضيًا وذهنيًا بشكل متكامل.
لاحقًا، أتيحت له فرصة المعايشة الاحترافية في أوروبا، حيث قضى فترة تدريب مع نادي تيفنتي الهولندي، احتكّ خلالها مع بيئة احترافية عالية المستوى، ما صقل مهاراته وأضاف إلى شخصيته نضجًا جديدًا.
ولم يحتج النور إلى وقت طويل لإثبات نفسه، فخلال مشاركته الأولى في دوري الدرجة الأولى، تمكن من تسجيل 24 هدفًا، ليقود فريق الأكاديمية إلى الصعود للدوري الممتاز، في إنجاز لافت يؤكد أن الموهبة عندما تُكتشف مبكرًا وتُصقل بجدية، تصبح رقمًا صعبًا في أي منافسة.
وليد النور هو أحد الأوجه التي تعكس فلسفة أكاديمية مهد في اكتشاف المواهب من كل ركن في السعودية، وتطويرها وفق منهجية علمية، تؤمن بأن "كل موهبة وطنية، تستحق فرصة عالمية".
رؤية السعودية 2030 وضعت برامج استكشاف المواهب الرياضية ضمن أولوياتها لبناء مسيرة جيل رياضي قادر على تمثيل السعودية عالميًا، ولتكون حجر الأساس في مشروع وطني طويل الأمد.
وليد النور هو إحدى ثمار هذه الرؤية، وهو مثال على أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من القاعدة، وأن الموهبة حين تُكتشف وتُصقل بمنهجية، قادرة على أن تصل للعالمية من ملعب ترابي في القنفذة، إلى مراكز التدريب الحديثة، إلى أندية أوروبا... ومن يدري؟ ربما قريبًا، نراه في صفوف "الأخضر"، ليمثّل وطنه كما بدأ: بثقة، وبموهبة، وبحلم لم يتوقف عند حدود الحارة أو المدرسة ، ولكن على منصة دولية.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق