ومع ارتفاع معدلات التشخيص بين من هم دون الخمسين عاما، تتزايد التساؤلات حول الأسباب الخفية وراء هذا التغير اللافت، والعوامل البيئية أو البيولوجية التي قد تساهم في نشوء المرض مبكرا.
وبهذا الصدد، أثار فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو ضجة علمية بعد أن كشفوا عن احتمال ارتباط بكتيريا الإشريكية القولونية، التي تُلتقط غالبا خلال الطفولة، بزيادة حالات سرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص دون سن الخمسين، وهي فئة عمرية لم تكن تعد سابقا ضمن الفئات المعرضة لهذا المرض.
ويبدو أن هذه الطفرات تظهر في مرحلة مبكرة جدا من الحياة، وربما حتى قبل سن العاشرة، ما يشير إلى أن بداية تكوّن السرطان قد تعود لسنوات الطفولة، عندما يكون الجسم في طور النمو والتطور.
وقال الدكتور لودميل ألكساندروف، كبير معدي الدراسة: "أنماط الطفرات التي اكتشفناها تشكّل سجلا جينيا يظهر أن التعرض المبكر لـ"كوليباكتين" قد يكون المحرك الأساسي لظهور سرطان القولون المبكر".
وأظهرت النتائج أن هذه الطفرات كانت أكثر شيوعا بمقدار 3.3 مرات بين المرضى الشباب مقارنة بكبار السن، خاصة في الدول التي تسجل معدلات مرتفعة للمرض مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتعد اللحوم غير المطهية جيدا، وخاصة اللحم المفروم، المصدر الرئيسي لبكتيريا الإشريكية القولونية، إلا أن الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس الروماني، إضافة إلى الحليب الخام ومنتجات الألبان غير المبسترة والفواكه النيئة مثل التفاح والخيار، تشكّل جميعها مصادر شائعة للعدوى، خاصة عند تلوثها بمياه غير صالحة أو نتيجة سوء النظافة أثناء التحضير.
ورغم أن الدراسات السابقة ركزت في الغالب على كبار السن، فإن هذه الدراسة الجديدة تعد الأولى التي توضح أن الطفرات الجينية المرتبطة بـ"كوليباكتين" أكثر شيوعا لدى المرضى الأصغر سنا، ما يعزز فرضية وجود صلة بين العدوى البكتيرية والإصابة المبكرة بالسرطان.
وقال الدكتور ماركوس دياز-جاي، المعد المشارك في الدراسة: "لم نكن نخطط أصلا للتركيز على المرضى الشباب، لكن البيانات أوضحت أن الطفرات المرتبطة بـ"كوليباكتين" أكثر شيوعا بكثير في هذه الفئة".
ويخطط الباحثون لمزيد من الدراسات لمعرفة كيفية تعرّض الأطفال لهذه البكتيريا، ودور البروبيوتيك (كائنات حيّة دقيقة تعيش في الجهاز الهضمي وتعرف بفوائدها الصحية، خصوصا لصحة الأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام) المحتمل في منع انتشار السلالات الضارة. كما يعتزمون دراسة التأثيرات البيئية في مراحل لاحقة من الحياة، لفهم الصورة الكاملة لأسباب الإصابة بسرطان القولون المبكر.
نشرت الدراسة في مجلة Nature.
المصدر: ديلي ميل
0 تعليق