د. مايا الهواري
خُلق الإنسان على هذه الأرض ليعمرها بالخيرات، يزرعها ويبنيها ويقيم عليها حياته ويسخر كلّ ما فيها لخدمته، ولكنّه لا يعيش فيها آمناً أماناً مطلقاً، إذ تعترض طريقه المشكلات والمصاعب والابتلاءات الّتي عليه تجاوزها لإكمال مسيرة حياته، وقد تأتي الابتلاءات على دفعات، فالنّاس لا يتساوون بما يصيبهم من فرح وحزن ومرض كلّ على حسب استطاعته وما قدّر الله له، وتتالى هذه الابتلاءات وراء بعضها لحكمة أرادها الله، فلا يخرج من ابتلاء إلّا ويليه آخر، حتّى يتسلّل الخوف داخله ويحدّث نفسه ما السّبب وراء تتاليها، فتسبّب الأرق والحزن لدرجة أنّه يبقى منتظراً الابتلاء التّالي وما سيكون وهل سيستطيع تجاوزه، فنجد جلّ تفكيره ما يصيبه فيملأ الخوف حياته مما هو آت فلا يعيش هانئ البال لأنّه دائم التّفكير متى ستنتهي هذه المصائب ومتى سأشعر بالهدوء والرّاحة دون خوف والعيش بسلام، وأنّ الحياة ستستمر بهذا المنوال ومكتوب على الإنسان العيش بشقاء فقط، دائم الخوف على كلّ شيء، على الحياة، الرّزق، الأبناء، الممتلكات، كلام الناس إلخ، مختصر الكلام أّنّ الدّنيا هي دار ابتلاء يتعرّض فيها المرء للحزن والمرض والفقد والسّفر والابتعاد عن الأحبّة والفقر والمشاكل وليست دار جزاء، لذا ما على الإنسان إلّا أن يؤمن بقوله تعالى: (لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون) ومع حضور النّيّة الصّافية بكل عمل يقوم به، ومع اقتران الإيمان بالله والقضاء المكتوب والعمل بنيّة صافية صادقة سيركب سفينة النّجاة في هذه الحياة، حتّى لو عمل الإنسان عملاً وجاءت نتيجته عكس المتوقّع فهذا لن يضرّه شيئاً ولن يشغل تفكيره، لأنّه عمل بصدق وبنيّة صافية وترك النّتائج لله تعالى تأتي كما كتبها، وفي هذه الحالة لا يهمّه رأي الآخرين لأنّه عمل بإخلاص.
نستنتج ممّا سبق أنّ الدّنيا دار ابتلاء وليست دار سعادة وهناء، وما على المرء إلّا أن يقرن العمل بالنّيّة الصّادقة لأنّ الحياة مملوءة بالمتضادّات الخير والشّر، النّور والظّلام، الشّفاء والمرض، الأبيض والأسود، فليفكّر الإنسان بإيجابيّة ويترك السّلبيّة، ولن يحظى إلّا بما كتبه الله له وعليه ليعيش بسعادة وهناء، فما بعد الصّبر إلّا الفرج، فالحياة باختصار بلاء فصبر فجزاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق