الجوف: راشد النعيمي
تعيش منطقة الجوف السعودية هذه الأيام عرساً حقيقياً بكل تفاصيله، يتمثل في احتفائها بحصاد أكثر من 25 مليون شجرة زيتون تمكَّنت من زراعتها وتعزيز مكانتها من بين كبار منتجي زيته، والدخول في صناعات أخرى عمودها الشجرة المباركة.
يجسد قطاع الزيتون في منطقة الجوف، أحد ملامح قصة النجاح والنهضة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، لا سيما القطاع الزراعي الذي يُعد أحد أبرز المزايا النسبية للمنطقة التي تسعى بكل مقومات لاستقطاب الاستثمار الزراعي وتعزيز منظومة الأمن الغذائي بما تمتلكه من طقس معتدل ومياه جوفية وفيرة وتربة خصبة، ليكون زيتون الجوف عنواناً بارزاً للمنطقة ومقوماتها.
تتصدر منطقة الجوف بإجمالي 282 ألفاً و185 طناً سنوياً، بنحو 88% من إجمالي عدد أشجار الزيتون المزروعة في المملكة، لتُسهم في تلبية احتياجاتها بأجود أنواع المحاصيل الزراعية، ودعم الإنتاج المحلي، خصوصاً أن المقومات الزراعية تُعد من أبرز المزايا النسبية للمنطقة التي تتميز بوفرة المياه وخصوبة التربة واعتدال المناخ.ويبلُغ إنتاج مزارع الزيتون بالجوف 18 ألف طن من الزيت سنوياً، و150 ألف طن من زيتون المائدة، تنتجها 25 مليون شجرة تتوزع على أكثر من 16 ألف مزرعة ومشروع.
الاكتفاء الذاتي
أكد الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز، أمير المنطقة، أن زراعة أشجار الزيتون تُعد رافداً اقتصادياً محفِّزاً على الاستثمار، وتحقق الاكتفاء الغذائي، ومواصلة الدراسات والأبحاث من جهات عدّة، بهدف تطوير المنتج، مبيناً أن المهرجان الذي يقام سنوياً، يعدُّ من أكبر وأنجح المهرجانات على مستوى المملكة.
جني المحصول
يبدأ المزارعون موسم جني المحصول، ومن أنواع أشجار الزيتون في الجوف «الأوربكينا» الذي تمتد فترة حصاده من مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، إلى منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، و«الأوربوسانا» الذي تمتد فترة حصاده من منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى منتصف ديسمبر/ كانون الأول كل عام.
ويبدأ خلال شهر نوفمبر موسم عصر إنتاج المزارع الوفير لاستخلاص أحد أبرز المنتجات الغذائية التي ترفد بها الجوف الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية، وهو زيت الزيتون عالي الجودة.
وتعمل في المنطقة نحو 30 معصرة بطاقات إنتاجية متفاوتة، ويوظف القطاع تقنيات حديثة ومتطورة في مجالات الري، والحصاد من خلال الحاصدات الحديثة الملائمة لحقول الزراعة المكثفة، كما تم إنشاء مصانع حديثة للعصر.
وخصصت أمانة المنطقة مختبراً إقليمياً لفحص الزيت، والزيتون المكبوس، للتأكد من جميع المعايير والاشتراطات، لوضع الملصق الخاص «مجاز» الذي يؤكد جودة وسلامة المنتج.
ولا تقتصر صناعة الزيتون على الزيت وزيتون المائدة فقط، بل يستفاد من أجزاء الشجرة في العديد من الصناعات التحويلية، لتشمل منتجات العناية الشخصية، والعلف الحيواني، والفحم الذي تنتجه إحدى الشركات الوطنية من أشجار الزيتون والفاكهة بالمنطقة، بترخيص من الجهات ذات العلاقة وفق الضوابط والاشتراطات النظامية للمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية.
ويتزايد عدد الأشجار في الجوف عاماً تلو آخر، وسط توقعات بأن يتجاوز رقم 32 مليون شجرة في غضون سنوات قليلة.
الأكبر عالمياً
تحتضن الجوف أكبر مزرعة زيتون حديثة في العالم سجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث حصلت شركة الجوف للتنمية الزراعية على شهادة غينيس في حجم المساحة، والإنتاج، واحتفلت بهذا الإنجاز الوطني. وقال عبد العزيز بن محمد الحسين، مدير شركة الجوف، العضو المنتدب: إن الشركة تمتلك 7730 هكتاراً مزروعاً بها 6.5 مليون شجرة زيتون، مفيداً بأن الزيت الذي تنتجه 15 ألف طن تخضع لعدد من الاختبارات للتأكد من جودته، ما أسهم بحصوله على 8 شهادات في الجودة.
وذكر أن المملكة تستهلك سنوياً 30 ألف طن فيما تنتج 15 ألف طن 80% منها تنتج في منطقة الجوف.
جدولة الري
قال د.بسام العويش، خبير الزيتون: «ما يميز شجرة الزيتون عدم استهلاكها الكبير للمياه، حيث إن الهكتار يحتاج لستة آلاف متر مكعب من الماء، وهي من أكثر الغرسات تحملاً للجفاف ونسبة الملوحة، وتسقى عن طريق الري بالتنقيط».
وأشار إلى أن الأبحاث والدراسات العلمية الزراعية أكدت أن شجرة الزيتون من أقل الأشجار المستهلكة للمياه حيث تساوي ربع استهلاك النخلة، وتتميز بإنتاجها العضوي الخالي من الكيماويات والمواد الحافظة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق