أخلت الشرطة الإسرائيلية عدة بلدات قريبة من القدس، اليوم الأربعاء، مع تمدد حرائق غابات بسرعة مخيفة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ما دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التحرك لطلب مساعدة دولية، من عدة دول أبرزها اليونان. 

شملت عمليات الإخلاء بلدات تبعد نحو 20 كيلومترًا غربي القدس، بينها "تاروم" و"تاوز" و"مسيلات تسيون"، حيث التهمت النيران غابات جبلية وعرة، ما عرقل وصول فرق الإطفاء. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بإصابة العشرات بحالات "هلع هستيرية" وفرارهم سيرًا تاركين مركباتهم، فيما أُغلقت الطرق السريعة "44" و"38" أمام حركة المرور. 

فتح قنوات اتصال مع اليونان ودول أخرى لطلب المساعدة

من مقر الإطفاء، أعلن نتنياهو توجيهه بفتح قنوات اتصال مع اليونان ودول أخرى لطلب المساعدة، قائلًا: "لا نعرف تطورات الحرائق، لكننا نمنع وصولها إلى القدس". وأكد على تعبئة الاحتياطيات الدولية، مشيرًا إلى خبرة اليونان في مواجهة الحرائق المدمرة عام 2022، والتي اضطرت آلاف الأثينيين للنزوح. 

جهود الإخماد تواجه تحديات معقدة 

أكد  قائد إطفاء منطقة القدس، شموليك فريدمان، بأن الحريق الرئيسي اندلع الساعة 11 صباحًا واخترق الطريق السريع رقم 1 وخط سكة حديد "صهيون" وقال : "لسنا مسيطرين على الوضع". وشارك في العمليات أكثر من 110 فرق إطفاء و8 طائرات ومروحية، بالإضافة إلى 20 آلية رباعية الدفع تابعة لوحدة "عربات الإطفاء"، بدعم من الصندوق القومي اليهودي وفرق الإنقاذ. 

إصابة شرطية ومدنيين بجروح 

الإسرائيلية شارون شرابي من "موشاف إشتاول" المشهد بـ"الفوضى العارمة"، قائلة: "النيران تقترب من بيوتنا، والجميع في حالة هلع... نأمل أن تنجح الطائرات في السيطرة على الكارثة"، فيما كشف مفوض الشرطة داني ليفي عن إصابة شرطية ومدنيين بجروح طفيفة، مؤكدًا استعدادهم للتعاون مع دول الجوار إذا لزم الأمر، وفق وسائل إعلام عبرية. 

شرر صغير يتحول إلى كابوس خلال ساعات  

وظهرت  لقطات لطائرات تُسقط مواد كيميادة لإخماد النيران بالقرب من مناطق سكنية، في مشهد يذكر بحرائق 2021 التي التهمت آلاف الهكتارات شمالي إسرائيل، فيما تشير تحليلات الخبراء إلى أن موجة الحر الشديدة، التي تجاوزت درجات الحرارة فيها 40 مئوية، ساهمت في تحول الشرر الصغير إلى كابوس خلال ساعات، وفق وكالة "فرانس برس"

مستقبل مجهول وتحذيرات دولية 

ومن جانبها حذرت الأرصاد الجوية من استمرار ارتفاع الحرارة، ما يرفع خطر توسع الحرائق. وفي ظل هذا الوضع، تبقى القدس وحواليها على قائمة المناطق المهددة، بينما تُعلن إسرائيل حالة التأهب القصوى، مستفيدةً من دروس اليونان المريرة في إدارة الكوارث الطبيعية.