نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس التحرير يكتب: عندما تبدع مصر فى بناء الإنسان - عرب فايف, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 12:36 صباحاً
وبالنظر لما حدث أمس بمركز المنارة للمؤتمرات نجد أن مصر يعاد بناؤها (حجراً وبشراً) ليس كما يقول الكتاب فحسب، ولكن طبقاً لكتاب جديد بمعايير ومقاييس إعادة بناء الأوطان والمواطنين، فأصبح لمصر منهجها الخاص، وأسلوبها المصرى الخالص الذى يجب أن يُدرس، وتتعلم منه دول العالم كيف تتم صناعة الابطال الوطنيين، المخلصين، المنتمين لأوطانهم، عاشقى ترابه، المدافعين عنه بأرواحهم ضد اى خطر مهما كان مصدره وقوته.
ماحدث امس فى مركز المنارة للمؤتمرات نتاج فكرة عبقرية من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذى عايش الواقع ، ودرس المخاطر المحيطة بالوطن وعلم مكامن هذه المخاطر، وفكَّر فى كيفية مواجهتها بطرق غير تقليدية تتناسب مع الواقع والعصر المعاش، وتتواكب مع ما يشهده العالم من تطور تكنولوجى هائل لا يقف عند حد.
لقد عانت مصر من ويلات الإرهاب والتطرف الفكرى واللافكرى وخطر الإلحاد لسنين طويلة، وخسرت في مواجهته أغلى الأثمان التى تمثلت فى دماء أبنائها، ومن هنا جاءت الفكرة العبقرية من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وتمثلت هذه الفكرة فى تدريب أئمة المساجد والوعاظ فى الأكاديمية العسكرية للقوات المسلحة على كيفية مواجهة الفكر المتطرف من فوق المنبر بأسلوب حديث يواكب التطور الحاصل فى السوشيال ميديا والتطبيقات المختلفة أمام الشباب، بهدف تخريج إمام يستطيع مواجهة المخاطر المختلفة.
إمام يحظى بحب الشباب، يتسلح بالعلم والثقافة فى مختلف فروع العلم والمعرفة، يربط الواقع بعلوم الشريعة، ولا ينفصل عن حياة الناس وبصفة خاصة الشباب، إمام يتمتع باللياقة البدنية والذهنية والحسية، إمام يجيد التواصل مع الشباب ، يتحدث لغتهم، يفهم مقاصدهم، يبحث فى أفكارهم، ليستخرج الخبيث والمعوج منها ويجتثه من جذوره، ويدعم المستقيم والصحيح منها ويقدم ما يؤيده ويقويه ويسلح صاحبه ضد أى خطر.
إمام يعرف معنى الانتماء للوطن، ويعرف قيمة تراب هذا الوطن، إمام يعى محددات الأمن القومى وكيف يدافع عنها، إمام يمثل جنديا جديداً يقف بجانب جندى وضابط القوات المسلحة فى خندق واحد لمواجهة كل ما يهدد الوطن وشبابه ، ثروته ، قوته الضاربة ، وراس حربته وقت القتال والنزال مع الأعداء أياً كان شكل هذا القتال.
إمام لا يكتفى بارتداء جلباب وعمامة وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولكنه إمام يتسلح بالمعرفة والتطور الفكرى والثقافى وأحدث ما ظهر من تكنولوجيا حتى يكون قادراً على تفنيد الأفكار المغلوطة وشرح صحيح الدين للناس بحب وأمانة وإخلاص دون ترويع الناس ولا ترهيبهم، فينفض الناس من حوله متجهين إلى أفكار اللا دين واللا إله ، واللاوطن.
بالأمس رأى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى حصاد ما زرعه من فكرة ، تحولت إلى توجيه للحكومة وبصفة خاصة وزارة الأوقاف، ثم أصبحت واقعاً معاشاً لمدة ستة أشهر هى مدة الدورة التدريبية التى حصل عليها أئمة وزارة الأوقاف حتى اصبحوا مؤهلين للدفاع عن الوطن ضد الأفكار الهدامة، بمنتهى الحب والود، بدلا من فظاظة القلب ، ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). صدق الله العظيم.
أصبح لدينا الآن أكثر من 500 إمام وداعية وواعظ بوزارة الأوقاف سوف ينتشرون فى أكثر من 500 مسجد ينشرون سماحة الإسلام وصحيح الدين، يقتربون من الشباب، يحببونهم فى المسجد والوطن والأسرة والجيران، يفهمونهم أن مصر وطن يتمناه ملايين البشر، وأنها وطن يحبه الله ورسوله، وهنيئاً لمن كان وطنه مصر، التى تجلى عليها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات وكلم من فوقها نبيه موسى عليه السلام.
كانت السعادة تملؤنا ونحن نتابع القسم الذى ردده هؤلاء الدعاة الجدد أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى كان أسعد الموجودين بهذا النبت الجديد لهذا الوطن الذى لا ينضب من الأبطال بكل صورهم، فهؤلاء الدعاة والأئمة ابطال جدد يضافون إلى أبطال قواتنا المسلحة والشرطة المصرية وكل وطنى مخلص فى مكان عمله.
كلمات من القلب قالها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو يهنئ هؤلاء الدعاة الجدد بتخرجهم فى الأكاديمية العسكرية، مصنع الأبطال، وحصن الرجال، فقد قال الرئيس السيسى موجهاً كلماته لشباب مصر من الدعاة الجدد "إن الإدراك الواعى لمتغيرات العصر وتحدياته تتعاظم معه الحاجة لخطاب دينى مستنير وفكر رشيد"، وقال لهم "احفظوا العهد مع الله ومع وطنكم ،أهنئكم واوصيكم ببذل كل جهد فى إعداد إنسان متوازن ومسئول ، لابد ان يرافق الموعظة مثال واقعى على الأرض لكى يتأثر الناس بالخطبة، وما لم يكن هناك عمل يرافق الكلام فلن يكون التأثير كافياً، فلا يليق أن يكون الكلام جميلاً على المنبر بينما حول المسجد مكان غير نظيف، أو مياه مهدرة فى الوضوء.
السيد الرئيس أكد أن ثوابتنا هى عقيدتنا ولا يستطيع احد المساس بها، والالحاد كان نتيجة التناقض والتزيد، وإذا لم تستطيعوا وضع إجابات رقيقة وواقعية للاسئلة فلن تستطيعوا مواجهة الإلحاد، فالتزيد فى اية ديانة مرفوض، فأنتم حماة الحرية ولستم حماة العقيدة، فالله أكبر واعظم من ان "أجرجر" إليه أى حد، لانه هو الله ويجب على الناس أن يأتوه حبواً، فلا تزايدوا وتقولوا إننا نحمى الإسلام والمسلمين.
أضاف السيد الرئيس موجها نصيحته لشباب الدعاة قائلاً: إن دور الدولة سوف يستكمل بكم ولديكم مؤهلات وقدرات تساعدكم على اداء دوركم، وبمنتهى الامانة فإن ما تقدمه الدولة للعاملين بها ليس كثيراً ولكننا لا نقف، بل نتحرك لتحسين الأوضاع، ومصر طوال عمرها ليست دولة وفرة فى الامكانيات ولكن يمكن أن نغير هذا الوضع للأفضل.
ثم وجه السيد الرئيس كلامه لمؤسسات الدولة قائلاً: ضعوا اياديكم فى ايدى بعضكم البعض وحافظوا على كل امكانياتكم لنتجاوز ما نحن فيه ومن المؤكد أن توفيق ربنا سيكون حليفنا، واختتم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته قائلاً: اتمنى من كل الناس فى مصر أن يكونوا على قلب رجل واحد.
أما الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف فألقى كلمة مؤثرة موجها فيها النصح لابنائه من شباب الدعاة فقال إن وزارة الأوقاف لتتشرف بأن تقدم اليوم إلى الوطن وإلى الإنسانية، جيلاً جديدًا، من الدعاة إلى الله تعالى على بصيرة، بُذلت في تكوينهم وإعدادهم جهود مضنية وصادقة، إنها الدولة المصرية عندما تنطلق لتنفيذ رؤية حكيمة في بناء الإنسان وإعداده على أعلى وأبهى صورة واليوم جاء وقت حصاد ثمرات ذلك كله، حيث تسعد الأسر الكريمة التي قدمت أبناءها، وتسعد أجيال الأساتذة التي علمت وتسعد الأكاديمية العسكرية بعد كل جهودها التي صقلت وأعدت، وتسعد قلوب أبنائنا المتدربين بتتويج ثمرة جهودهم في كل ذلك المسار الممتد، ويسعد فخامة الرئيس ويسعد الوطن، بتخريج دفعة جديدة من أبنائه الذين يعقد عليهم أملًا عظيمًا في رفع رايته وحمايته، ونشر الوعي بين أبنائه، وخدمة شعبه الكريم، وبث القيم والأخلاق والعلوم والنور والمعرفة والحكمة في كافة ربوعه.
ثم وجه وزير الاوقاف النصح لأبنائه الدعاة الجدد فقال:انطلقوا بكل القوة والثقة والفخر والاعتزاز للقيام بدوركم في حمل الأمانة واعلموا أن من ورائكم وطنًا عظيمًا عقد عليكم أملاً كبيرًا، وأن الله جل جلاله شاهد عليكم يرى سعيكم، وينظر إلى بواطنكم، املأوا قلوب الناس جميعا محبة الله، وخشية منه، وإنابة إليه، وذكرًا وتسبيحًا وتمجيدًا له، وافتقارًا إليه، املأوا عقول الناس بالعلم والنور والحكمة والفكر والإبداع، املأوا قلوب الناس بالهمة والعزيمة والصدق والإرادة والعزم، انطلقوا لخدمة المساجد على أكمل صورة، وخدمة رواد المساجد وضيوف الرحمن بكل الكرم والإنسانية، الناس تأوي إلى المساجد لأنها أبواب الله، يلقون عندها همومهم، ويوجهون إلى الله هناك آمالهم ورجاءهم.
قدِّموا للناس خطابًا روحانيًا لينًا حكيمًا أخلاقيًا محمديًا، تطرب له قلوب الخلق، وتنجذب به إلى الله، وتنطفئ به كل معاني الكراهية والأحقاد والحيرة، هذِّبوا النفوس، واجعلوهم يستمعون إلى خطابكم، فيخرجون وقد انفتحت أبواب الله في وجوههم واستراحت أنفسهم، ونزلت عليها السكينة، انشروا خطاب العمران والوفاء للوطن، والإبداع والحضارة وأستأذن فخامة الرئيس أن تقرأ الدفعة المتخرجة وأن نقرأ جميعا معها سورة الفاتحة قراءة جماعية توثيقا للعهد والميثاق اللهم بحرمة سورة الفاتحة والسبع المثاني والقرآن العظيم، أن تفتح اليوم خزائن التوفيق لأبنائنا الدعاة الكرام، اللهم إنا قد أعددنا لك ظواهرهم لشرف الدعوة إليك، وجميل الثناء عليك، فتول أنت إصلاح بواطنهم، ونور بصائرهم، واشرح صدورهم ويسر أمورهم، وأمدهم بمددك ومعونتك وسدد قولهم اللهم جمِّل أخلاقنا ووسِّع أرزاقنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، احفظ مصر بحفظك الجميل، وابسط فيها بساط الرخاء والأمان والعافية والسداد والحكمة والبصيرة، واجمع شمل أهلها على الخير والهدى، اللهم احفظ خير أجناد الأرض وسدد رميهم واقذف الرعب في قلوب أعدائهم، اللهم يا من تتوجه إليه الآمال فتعود ظافرة، وعلى باب عزته تحط الرحال فتغشاها منه الفيوضات الغامرة، يا من وسعت كل شيء رحمةً وعلمًا، وحكمةً وحلمًا، من ذا الذي طرق بابك فرددته من ذا الذي تذلل إلى عظمتك فحرمته، اللهم أعزنا بعزك وانصرنا بنصرك، وأيدنا بتأييدك، وأعنا على ذكرك وشكرك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إنها مصر عندما تبنى ابناءها، وتصنع رجالها، وتحفظ مواطنيها، وتقدم للعالم دعاة الخير والسلام والمحبة، إنها مصر كنانة الله فى أرضه، حفظ الله مصر ورئيسها وشعبها الطيب الأصيل.
[email protected]
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق